الاثنين، 4 يناير 2010

محمد قنديل : يا معداوية

إحدى روائع الفنان محمد قنديل

كلمات الشاعر : عبد الرحيم منصور
ألحان الملحن العبقري : عبد العظيم عبد الحق


يــــَــــــا معــَـــــدَّاويــــَّــــة

يا معدوايــة ، قدفــوا و قــربـوا شطـــي لها
دا البحــــر خد من لـون عيونهــا و قال لها
ع البـــــــــر مستنــــــــــــــي جـــــــــــدع
شــــــوق و كـــــلام ، مـا اتقالـــش أبداً أبداً
في الغيـــاب و لا في الـوداع و لا في الودع
ردوا عليــــــا .. مدوا شويــة يا معداويــــة
***
يا معداويـــــة ، رمشهــا وتـــر الربـابـــة
ياما أنا و النجم قسمنا النغم حرقة و صبابة
و قلبهــــــا بستـــــــــان منــــــور بالحنـان
بتغنــــي فـــــــوق أغصــــــــانه لبــــلابــة
تهــــــوى طيــــوره و العشــق و الملاغيـة
ردوا عليــــــا .. مدوا شويــــة يا معداويــة
***
يا معداوية
قــربوا و جـــربوا بعيونكـو ايه معنى اللقـا

لو بين قلوبكـم طير ليملا بحركم بالزقزقـة
و النسمـــــــــــــــة ويــــــــــــا الشـــــــال
بيـــــــــرقـــَّـــصوا المـــــــــــــــــــــــوال
و الفرحة في قلبي بتغني .. بتغني في عنيا
ردوا عليـــــــا .. مدوا شويــة يا معداويــة


***
يـــا معدوايــــــة ، يــــا وعـــدي ع الغيـة
أيـــــوة أهي جــايــــــة قمـــــراية ع المية
طب لو انا معدواي غاوي و بحري غناوي
لاعدي بيهـــــــــا فـ بحــــر بلا ميــــــــــة
آهيــــــــن عليهـــــــــا يا ســـــــــلام عليا
هاخد إديهـا عصفـورة خضرة ما بين إيديا
ردوا عليـــــا .. مدوا شوية يا معداويــــــة 


الأغنية كما أسمعها ..

تبدأ الأغنية بمقدمة موسيقية قصيرة بعدها يدخل الكورال ..
كورال النساء : يا معداوية
و عند آخر حرف يرد كورال الرجال : يا معداوية
و أيضاً عند آخر حرف يدخل قنديل قائلاً : يا معداوية
و المقصود من ذلك التتابع هو الإيحاء بحركة الماء .. فكما تتتابع الأمواج تتابع النداءات ، فما أن تنتهي موجة إلا و تلاحقها الأخرى
و بهذه الكلمة فقط استطاع الملحن أن ينقلني كمستمع إلى جو الأغنية ، على مركب صغير ينقل الناس بين بر و آخر ..
و الملاحظ أن دور الكورال سيقتصر على ترديد تلك الكلمة فقط بنفس التتابع طول الأغنية ، و الذي سيستخدمه الملحن أيضاً بدلاً من اللزمات الموسيقية بين الكوبليهات
و أعتقد أن لذلك سبب درامي .. فالحبيب مشتاق للقاء حبيبته لدرجة أنه يطلب من المعدواية الإسراع أكثر ، فلا وقت للزمات موسيقية و لا أي ( رغي ) من الكورال و لا غيره !
و عبد العظيم عبد الحق من أكثر الملحنين مراعاةً لدرامية اللحن .. يتفوق في ذلك على أسماء أخرى كانت أكثر حظاً في تسليط الأضواء عليها
نعود للمعدواية ..
و ( المعدية ) لمن لا يعرفها هي مركب تستخدم لنقل الناس بين جانبي النهر..
و ( المعدواية ) هم العاملون عليها .. قديماً كانوا يستخدموا ( المقاديف ) في تحريكها

يا معدواية ..
قدفــوا و قــربـوا شطـــي لها

دا البحـر خد من لـون عيونهــا ،
و قال لها ..

ع البـر مستنـي جـدع
شــوق و كـلام ،مـا اتقالـــش أبداً أبداً
في الغيـــاب ..
و لا في الـوداع و لا في الودع

ردوا عليــــــا ..
مدوا شويــة يا معداويــــة


شابٌ فتيّ .. ينتظر حبيبته ، القادمة من بعيد ، على سطح مركب
لهتفه أكبر من كل المسافات .. و شوقه أعلى من أمواج البحار
في صدره أسرار و حكايات ، و كلام لم يقال من قبل بين العشاق
يلوم بُعد الشاطئ .. مع أن كل ما يفصله عنها دقائق معدودة !
ما هذه اللهفة ؟ أتحبها للون عينيها أم ماذا ؟

رمشها وتر الربابة
ياما أنا و النجم ..
قسمنا النغم حرقة و صبابة

رمشها وتر الربابة !!
جميل .. و لكن أتسهر و تشتاق و تناجي النجوم من أجل رموشها ؟!
يحترق قلبك شوقاً لهذا فقط ؟

و قلبها بستــــــــــان منور بالحنان
بتغني فــــوق أغصــــــــانه لبلابة
تهوى طيوره و العشق و الملاغية

الله الله الله ..
الآن قد اتضح السبب ..
فقلبها ليس ككل القلوب
بستانٌ نمت فيه زهور المحبة و أشجار الغرام ..
يسطع عليه شمس الحنان ..
حبيبة بهذه المواصفات تستحق كل الحب ..
أن تشتاق لها كل الاشتياق ،
أن تخبئها في قلبك ..
فالجمال قد لا يدوم أما جمال القلوب يدوم و يزداد مع الأيام
و كم من جميل المنظر قبيح الجوهر !
أكمل ..
يا معداوية قربوا..
و جربوا بعيونكو إيه معنى اللقا
لو بين قلوبكم طير ..
ليملا بحركم بالزقزقة
و النسمة ويا الشال
بيرقصوا الموال

و الفرحة في قلبي .. بتغني
 بتغني في عنيا

اللقاء .. مَن منا لا يعرف معناه ؟!
صحراء جراء ، و فجأة غمرها الماء !
طير فاقد الجناح و قد ارتفع في السماء !
شئ يشبه المعجزة .. للقلوب الحيرى
لو أن بها طيور لملأت البحور غناءً ..
يحول الحياة إلى مشهد راقص .. متناغم
يعيشه القلب فيرقص .. و تشاهده العين فتغني فرحاً
له الله من حُرم حلاوة اللقاء و ذاك المشهد !

يا معدواية ..
يا وعدي ع الغية
أيوة أهي جاية.. جاية
قمراية ع المية
طب لو انا معدواي ..
غاوي و بحري غناوي
لاعدي بيها في بحر بلا مية
آهين عليها يا سلام عليا
هاخد إديهـا ..
عصفـورة خضرة ما بين إيديا

هوّن عليك يا صديقي !.. أشعر بقلبك يخفق الآن ، لرؤيتها
و لصورتها المضيئة على سطح الماء ..
آهٍ منها فقد تقودك للجنون ..
و سلامٌ عليك من عاشق مخلص !
،،،

و يا سلام على قنديل في غنائه .. و أدائه و إحساسه
فضلاً عن الأداء البديع و القرارات الحريرية التي يقدمها قنديل في هذه الأغنية مثلاُ في كلمة ( الملاغية )
، فهناك شئ لابد من الإشارة إليه .. مخارج حروفه ، و في هذه الأغنية يدهشني مع كل حرف ..
مثلاً : الغُنة في تنوين ( أبداً ) ، و الوقوف على بعض الحروف كـ ( ن ) في ( بستان ) ، ( الحنان )
و ما فعله في كلمتي ( الشال ) و ( الموال ) شئ عجيب
فلم يُطل في المد .. و استبدله بإطالة الحرف الساكن ( ل ) !
هذا عكس الطبيعي و المتوقع .. و لكن كان لسبب درامي
فالمقطع" و النسمة ويا الشال .. بيرقصوا الموال " يشير لفرحة عارمة يتراقص معها كل شئ
فاختار قنديل أن يغني الحرف الساكن ( ل ) - آه يغنيه - و يتلاعب به !
فإذا بالساكن يتحرك .. بل و يرقص فما بالنا بالمتحرك أصلاً !.. و هذا للتعبير على حالة الفرح التي حركت الساكن و جعلته يرقص
الله يرحمك يا قنديل !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق